اسرائيل تعتبر مصر معادية وتستعد لحرب مع أكثر من دولة عربيّة


كشفت صحيفة 'معاريف' العبريّة في عددها الصادر أمس الأربعاء، النقاب عن عملية تجري في قيادة الجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن في الآونة الأخيرة لتقدير الموقف إزاء التغيرات التي حدثت في الشرق الأوسط، وخصوصاً في الدول التي لديها حدود مع إسرائيل، وذلك بهدف بلورة الخطوات المطلوب اتخاذها كي يتكيّف الجيش الإسرائيلي مع هذه التغيرات.

ومن المتوقع، بحسب المصادر الأمنيّة والسياسيّة المتطابقة في تل أبيب، أن تنتهي عملية تقدير الموقف هذه ببلورة خطة أمنية جديدة شاملة سيتم رفعها إلى الحكومة الإسرائيلية للمصادقة عليها.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع لصحيفة 'معاريف' إنّ التغيرات الأخيرة في الشرق الأوسط تستلزم استعدادات خاصة من طرف الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي يتطلب زيادة الميزانية الأمنية كثيراً. وأضاف أن الجيش رفع مؤخراً حالة التأهب في منطقة الحدود مع سورية في ضوء محاولات اختراق السياج الحدودي في إطار التظاهرات التي جرت في مناسبة يوم النكبة ويوم النكسة، لكن في حال سقوط سلطة الرئيس بشار الأسد فإنّ ذلك يتطلب اتخاذ خطوات أخرى في المنطقة نفسها.

وأكدت مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن سقوط سلطة حسني مبارك في مصر تستلزم هي أيضاً حالة تأهب جديدة في صفوف الجيش الإسرائيلي، ولا سيما في ضوء الصعوبات التي تواجهها السلطة المصرية الجديدة في إحكام السيطرة على شبه جزيرة سيناء، وفي ضوء احتمال أن تكون هذه السلطة أكثر عداء لإسرائيل. وكشفت مصادر عسكرية إسرائيلية النقاب عن خطط عسكرية جديدة تتعلق بالعقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هيئة الأركان الإسرائيلية تدرس وضع خطط جديدة لمواجهة التطورات المحتملة في السنوات الخمس المقبلة، وعلى رأسها مواجهة تداعيات ما تعتبره المصادر الإسرائيلية ثورات التحول الديمقراطي في العالم العربي.

وقال التلفزيون الإسرائيلي في تقرير مطول له يوم أمس، إن رئيس الأركان، الجنرال بني غانس، سيترأس سلسلة اجتماعات ستمتد لأسبوع، الهدف منها توفير واقعية على جملة من الأسئلة، التي تتعلق بالسيناريوهات المتوقعة لاتجاه الأحداث في العالم العربي، بعد استكمال الثورات فيه، وطبيعة الآثار الاستراتيجية المترتبة على إسرائيل جراء هذه التحولات، وكيف يمكن لإسرائيل مواجهة التحديات الهائلة الناجمة عن الثورات العربية.

ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن الجنرال غانس قوله: لا نزال في أوج التحولات في العالم العربي. ونحن لا نستطيع التأثير على مسارها ووقع أحداثها.

كما نقل التلفزيون عن قادة عسكريين إسرائيليين قولهم، إن الجيش سيجري تغييرات على عقيدته الأمنية، بحيث يبدأ الاستعداد لاحتمال أن تُضطر إسرائيل لخوض مواجهة عسكرية شاملة مع أكثر من دولة عربية.

وأشار هؤلاء، إلى ان هذا السيناريو كان مستبعدا حتى تفجر الثورات العربية. من جهته، قال الجنرال أفيعام سيلع، الذي خطط وأشرف على الهجوم الذي دمر المفاعل الذري العراقي عام 1981، إن التحولات التي يشهدها العالم العربي، تشبه إلى حد كبير الأوضاع التي كانت سائدة عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية. واعتبر سيلع في مقابلة مع القناة الأولى الإسرائيلية، أنه يتعين على صُنّاع القرار في تل أبيب بذل جهود جبّارة لإدراك مغزى ما يحدث في العالم العربي، والاستعداد للسيناريوهات الأسوأ.

في نفس السياق، قال المحلل العسكري في القناة العاشرة الإسرائيلية أور هيلر إن الجيش الإسرائيلي أعد خطة تحت اسم حلميش ينوي تطبيقها في السنوات الخمس القادمة، مشيراً إلى أن الخطة تتضمن مجموعة من العناصر التي تتعلق بالتهديدات التي تواجهها إسرائيل، وبالخطوات التي يجب القيام بها بهدف تعزيز القدرات العسكرية للجيش الإسرائيلي.

وكشف أن الخطة تقدم عرضاً دقيقاً لموقع إسرائيل الإستراتيجي الحالي في الشرق الأوسط في ظل الاضطراب الذي تشهده المنطقة، إثر تغير النظام في مصر والتأثير الذي سيتركه ذلك على الجيش الإسرائيلي من حيث بنيته العسكرية. وتلحظ الخطة عامل انعدام الثقة معمصر، وتحول سيناء إلى مشكلة حقيقية، رغم أنها لا تتوقع حصول تغييرات كبيرة بسبب التطورات التي حصلت في مصر.

وقال هيلر إن مصادر أمنية رفيعة المستوى في إسرائيل ترى أن التهديدات التي ستُواجهها إسرائيل في السنوات القادمة، مصدرها إيران وحزب الله وسورية وحماس في قطاع غزة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الجبهة الشمالية - سورية وحزب الله - ستكون جبهة الحرب الأساسية، وهو ما تركز عليه الخطة. وأضاف: ان الخطة ترجح تصاعد التهديد الأمني على إسرائيل، إلى جانب احتمال حصول مواجهة عسكرية على أكثر من جبهة في العام 2011.

ونقل هيلر عن المصادر ذاتها أن إسرائيل ستزيد من عدد صواريخ (حيتس) الاعتراضية وستتسلم البطارية الأولى من نوع (رمح داوود) المعدة لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى بحلول العام 2013. كذلك يسعى الجيش الإسرائيليّ بالتعاون مع شركة (رافائيل - هيئة تطوير الأسلحة) على تسلم البطارية الثالثة من القبة الفولاذية في نهاية العام 2011، لإضافة ثلاث بطاريات أخرى سيتم تسلمها مع نهاية العام 2012.

وأشار المحلل إلى أن الجيش الإسرائيلي سيبلور في العام القادم 2012 خطة جديدة متعددة السنوات، هدفها تركيز دفاعات للبنية التحتية العسكرية المهمة التي قد تتعرض لهجمات انترنت من قبل دول مثل إيران التي يُعتقد أنها تسعى للحصول على قدرات تكنولوجية متطورة. وأشار هيلر إلى أنّ البحرية الإسرائيليّة تبحث إمكانية تصنيع سفينتين جديدتين بتصميم ألماني في حوض بناء السفن في إسرائيل، مشيراً إلى أنّه سيتوجب على رئيس هيئة الأركان الجنرال بيني غنتس اتخاذ القرار حول ما إذا كانت البحرية الإسرائيلية ستحصل على الميزانية اللازمة لشراء سفينتي صواريخ جديدتين.

المصدر: القدس العربي